صورة لخاتم الصياد الذي يخصّ البابا

الفاتيكان، الأرخبيل نت 23/4/2025 – يشعر العالم بالحزن لرحيل البابا فرنسيس. لكنّ خلف هذا الحزن، تُكشَف تقليدٌ قديمٌ وغامضٌ من جديد: تدمير خاتم الصياد، رمز السلطة العليا للبابوية. لا يقتصر الأمر على كونه طقسًا فحسب، بل إنّ هذا الفعل يحمل أسرارًا أمنية وتاريخية تُهزّ الفاتيكان!

بعد 12 عامًا من قيادة الكنيسة الكاثوليكية، سيُدمّر خاتم الصياد الخاص بالبابا فرنسيس – أو على الأقل يُتلف – وفقًا للتقاليد. وتقول وكالة “سي إن إن” الدولية إنّ هذه الممارسة نابعة من حاجة عملية: منع تزوير الرسائل والوثائق البابوية. يُستخدم الخاتم والختم (القلادة الرسمية) اللذان يُطبعان حديثًا لكل بابا كختم للمصادقة. بعد وفاة البابا، يُدمّران بمطرقة – وهو تقليد مستمر منذ عام 1521 حتى عام 2013.

“يشبه الأمر حذف تفاصيل تسجيل الدخول لحسابك على وسائل التواصل الاجتماعي”، وفقًا لتقرير “سي إن إن” الدولية من الفاتيكان. الهدف واضح: منع الاحتيال باستخدام ختم مزور.

سيقوم الكاردينال الكبير، كاميرلينجو، الذي يشرف على انتقال قيادة الفاتيكان، بتنفيذ هذا التقليد. سيقوم الكاردينال كيفن جوزيف فاريل، الذي عيّنه البابا فرنسيس عام 2023، بتدمير الخاتم قبل المجمع المقدس، عملية انتخاب البابا التالي.

يستمر هذا التقليد على الرغم من أنّ الطوابع البريدية قد حلّت محلّ وظيفة ختم الخاتم منذ القرن التاسع عشر. ومع ذلك، أدّى استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2013 إلى ولادة تقليد جديد: نحت صليب داخل الخاتم.

خاتم الصياد، منذ القرن الثالث عشر، أصبح رمزًا معروفًا لسلطة البابوية. سُمّي على اسم القديس بطرس، الصياد وأول بابا، وقد أثار الخاتم جدلاً بشأن النظافة نظرًا لأنّ الناس كانوا يقبلونه كثيرًا.

كان للبابا فرنسيس نهج فريد تجاه هذا الخاتم. كان يرتديه فقط في المناسبات الرسمية، على عكس بعض أسلافه. كما عُرف عنه أنه سحب يده عدة مرات عندما حاول الناس تقبيل الخاتم، مما أثار تكهنات حول عدم راحته ومحاولته لمنع انتشار الجراثيم.

لا يقتصر تدمير خاتم الصياد الخاص بالبابا فرنسيس على كونه طقسًا فحسب، بل هو أيضًا خاتمة دراماتيكية لفترة تاريخية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. تظلّ الأسرار والرموز الكامنة وراءه ساحرة، مما يؤكد إرث البابا فرنسيس المليء بالغموض والكاريزما.

التقرير: يوهان